vendredi 13 avril 2012

في أدبيات الاتحاد الوطني للمتصرفين المغاربة

بسم الله الرحمن الرحيم

في أدبيات الاتحاد الوطني للمتصرفين المغاربة يتم دائما التنصيص على أن الاتحاد الوطني هو هيئة موحدة لكل المتصرفات والمتصرفين المغاربة على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم الوظيفية والمهنية والاديولوجية والتنظيمية... وهلم جرا.

والاتحاد بهذا المعنى يحتاج لكل المنتسبين إليه بكامل تجاربهم وحمولاتهم الفكرية والمعرفية والثقافية والعلائقية، ولكل إمكانياتهم الذاتية الفردية والجماعية، من اجل بلوغ الأهداف المشتركة النابعة من رؤية متفق حول آفاقها وأبعادها.

ولم ولن يكون أبدا من الإمكان الحديث لا عن إحلال جهة محل جهة أخرى و لا عن الانصهار في كيان واحد، بل علينا الحرص على تكريس مفهوم التشبيك الاستراتيجي وليس التكتيكي فقط والدفع نحو التكامل والتعاون ونحو تقاسم ذكي للأدوار بين الجهات المعنية، بكل ما يقتضيه ذلك من شفافية واستقلالية تامين ومن صدق نية متبصرة غير غافلة ومن عمل براغماتي يضبط بدقة آليات التحرك الميداني اليومي الفردي منه والجماعي، بعيدا عن السذاجة والعشوائية والدغمائية والسفسطائية.

إن ربط أواصر التكامل والتعاون بين الهيئات المتحدثة باسم المتصرفين المغاربة هو عمل نبيل ومسؤول من شانه أن يؤسس لمرحلة هامة في تاريخ عملنا المنظم، نحن الذين كنا دائما نشكو من تشتت مجهوداتنا وطغيان الأنا على سلوكيات التنظيمات التي تمثلنا برضانا أو رغما عن أنفنا بقوة القانون الذي أنشأها.

والتقارب بين الاتحاد الوطني للمتصرفين المغاربة والهيئات النقابية الأكثر تمثيلا كمرحلة أولى في انتظار الانفتاح على باقي الهيئات النقابية، هو عمل كل أطرافه رابحة حتما، لأن من شأنه أن يعطي دفعة قوية للاتحاد كهيئة مستقلة وفي نفس الوقت يعطي دعما قويا لزميلاتنا وزملائنا المتصرفين المنضوين تحت لواء نقاباتهم المختلفة والذين كانوا إلى وقت قريب يجدون صعوبات لا حصر لها في تمرير مطلب يتيم يهم المتصرفين في الملفات المطلبية نظرا لعدم توازن القوى داخل كل نقابة على حدة.
 
واختم بالقول أن التشبيك مع الهيئات النقابية ما هو إلا خطوة أولى ننتظر أن تليها خطوات أخرى تجاه الجمعيات القطاعية والمهنية والجامعات والمعاهد والمدارس العليا التي يتخرج منها من يشاء لهم نظام الوظيفة العمومية أن يلتحقوا بجيوش المتصرفات والمتصرفين، وجمعيات خريجي هذه المعاهد وغيرها من التنظيمات المغربية ومثيلاتها على الصعيد الدولي، ليتحقق ذلك الإشعاع الذي نحلم به للمتصرفات والمتصرفين ولمهنهم المتنوعة وينتهي إلى الأبد كابوس الإحساس الدائم بالظلم والحكرة والاحتقار والدونية والمؤامرة، ليحل محله الشعور الحقيقي بالانتماء لمنظومة يلعب كل واحد فيها دوره غير منقوص ويتحمل مسؤولياته كاملة بأوزارها، وتتطور وضعيته بشكل طبيعي وسلس دون حاجة للنظر إلى ما عند الآخرين ومقارنة ظروفه بظروفهم. والله من وراء كل قصد.
Moulay Hachemi EL Miri
Membre du Conseil national de l'UNAM
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire